نظرًا لأنَّ التسويق يعد وظيفةً مهمّةً وضروريّةً في عالم الأعمال التجاريّة بشكلٍ كبير، فإنَّه من الطبيعيّ وجود مجموعة من العوامل التي تؤثر على سير الأنشطة والعمل، بحيث يقوم المختصون بتقسيم العوامل المؤثرة في التسويق إلى قسمين أساسيين، وهما العوامل الداخليّة والعوامل الخارجيّة؛ بحيث تعد العوامل الداخليّة الأساس في التأثير الأوليّ على أنشطة التسويق وتتمثل في البيئة الداخليّة للأعمال بما فيها المزودون، الموظفون، العملاء، والتجّار الذين يربطهم تعامل مباشر مع المؤسسة وغيرهم العديد من الجهات، في حين أنَّه من الممكن اعتبار أنَّ العوامل الخارجيّة مؤثرة بشكلٍ أكبر على هذه الأنشطة، ومن خلال هذا المقال سنوضح أهم العوامل الخارجيّة المؤثرة على التسويق.


ما هي العوامل الخارجية للتسويق؟

يخطئ العديد من الأشخاص في اعتبار أنَّ الشركات أو المؤسسات الجهات الوحيدة التي تؤثر في سوق العمل على جودة ونوعية الأنشطة التسويقيّة، لكنَّ الأمر الصحيح هو أنَّ العوامل الكليّة أو الخارجيّة هي من تقوم بتشكيل طبيعة أنشطة التسويق في الشركات، بل والتحكم في معظم القرارات التي تتخذها أيضًا، ويمكن تحديد هذه العوامل من خلال ما سيأتي ذكره:[١][٢][٣]


أولًا: البيئة الاقتصاديّة Economic Environment

تواجه الأعمال التجاريّة يوميًا حجمًا هائلًا من الأخبار الاقتصاديّة التي تؤثر بدورها على نشاط المؤسسات بشكلٍ عام، بحيث يتوجب على موظفي وإدارة هذه المؤسسات العمل على التكيّف مع القرارات الاقتصاديّة الجديدة واستيعابها من خلال تقييم الأثر الذي تركته في أنشطة المؤسسة وتعديل الخطط بناءً على ذلك، فمثلًا في فترات الركود ستتجه أنشطة المؤسسة التسويقيّة إلى الانخفاض بأثر سلبيّ لعدم توفر القدرة الشرائيّة للأفراد، في حين أنَّه في التضخم يحدث عكس ذلك، ومن الأمور الاقتصاديّة الأخرى المؤثرة في التسويق ما يأتي:

  • الازدهار والانتعاش الاقتصاديّ: بالإضافة إلى النمو المستمرّ الواضح في الحركة التجاريّة والاقتصاديّة والذي يعمل على زيادة الحاجة إلى التسويق.
  • معدلات البطالة، فعند انخفاض معدلات البطالة تزيد حجم الأنشطة التسويقيّة في المؤسسات.
  • الكساد والركود: تلجأ المؤسسات في حالات الكساد إلى تخفيض حجم النفقات نظرًا لانخفاض حجم المبيعات والأرباح، ممّا يعني حدوث انخفاض في أنشطة التسويق.
  • القوة الشرائية للأفراد.
  • سعر صرف العملات.


ثانيًا: البيئة التنافسيّة Competitive Environment

يحتاج المسوقون الناجحون إلى دراسة سلوك وأداء المنافسين في السوق لتحديد طريق العمل والخطط الصحيحة التي يجب وضعها بناءً على ذلك، بحيث تؤثر استراتيجيّات التسويق لدى كل منهما على الآخر، فمثلًا إنَّ كل من شركتي Coca Cola وPepsi يتنافسان على إصدار النوع ذاته من المنتجات، في حين أنَّ كل منهما يقوم بابتكار جديد ليستطيع البقاء في الساحة وامتلاك ميزة تنافسيّة تساعده على الحفاظ على عملائه الحاليين وجذب عملاء آخرين في نفس الوقت، دون خسارة جزء من حصته السوقيّة في هذه الحالة.


ثالثًا: العوامل الطبيعيّة والفيزيائيّة Natural and Physical Factors

يتطلب صنع المنتجات توفر أنواع محددة من الموارد الطبيعيّة أحيانًا، الأمر الذي يؤكد على ضرورة النظر في العوامل الطبيعيّة والفيزيائيّة وأخذها بعين الاعتبار عند إعداد الحملات التسويقيّة، كما أنَّها تختلف من دولة لأخرى ممّا قد يؤثر في نوع المنتجات التي يمكن عرضها أو بيعها في منطقة ما، كتقديم ملابس سباحة للعملاء الموجودين في المناطق الصحراويّة.


رابعًا: العوامل الديموغرافيّة Demographic Factors

تشير العوامل الديموغرافيّة إلى كل ما يتعلق بالسكّان والتعداد النوعيّ والكميّ للسكان، فهناك منتجات مخصصة لفئة عمريّة محددة؛ كمنتجات العناية بالبشرة المخصصة للكبار مثلًا، أو ألعاب الأطفال، أو منتجات أخرى مخصصة لنوع محدد من السكان كالمنتجات المخصصة للاستخدام من قِبل الإناث لا الذكور، كما أنَّه توجد مجموعة من الأمور الأخرى التي تتعلّق في الجانب الديموغرافيّ والتي من شأنها التأثير في التسويق، والموضحة من خلال ما يأتي:[٤]

  • حجم النمو السكانيّ.
  • التغير في التركيبة السكانيّة العمريّة.
  • التغير في هيكل العائلة داخل المجتمع.
  • معدل دخل الفرد.
  • الهجرة السكانيّة.


خامسًا: العوامل التكنولوجيّة Technological Factors

تلعب العوامل التكنولوجيّة دورًا مهمًّا في تحديد نطاق سير الأعمال، فإن توفرت الوسائل التكنولوجيّة الحديثة سيكون من السهل العمل على توسيع أنشطة التسويق لجهات خارجيّة ودول أخرى بأبسط الطرق ودون الحاجة إلى تكبد الجهد والوقت، وقد يؤدي عدم تكيّف الشركات والمؤسسات مع التطوّرات التكنولوجيّة إلى خروجها من سوق العمل.


سادسًا: العوامل السياسيّة Political Factors

تصدر الحكومات قوانين وسياسات جديدة دائمًا الأمر الذي قد يجعل البعض من التجّار وأصحاب المؤسسات يرونها مقيّدةً لحرية ممارسة أعمالهم أو غير متفهمة للظروف التي من الممكن أن تتعرّض لها بعض الأعمال، الأمر الذي قد يؤثر على اتخاذ القرارات بصورة صحيحة وبالتالي عدم توفر الفرصة للقيام بالإعلانات التسويقيّة لزيادة المبيعات.


سابعًا: العوامل الثقافيّة والاجتماعيّة Social and Culture Factors

يحتاج هذا النوع من العوامل إلى تفّهم المسوّقين والخبراء للثقافات المتنوّعة حول العالم وداخل الدولة الواحدة، فالعادات والقيم التي يمتلكها البعض تختلف من مكان لآخر، ولا يمكن القول بأنَّ المنتجات لن تتأثر بذلك، فمثلًا بعض المواد والمنتجات يمنع استخدامها أو التعامل فيها في بعض الدول، مما يعني وجوب احترام هذه الثقافات خلال القيام بعمليات التسويق.


المراجع

  1. "The Marketing Environment", courses lumen learning, Retrieved 17/11/2021. Edited.
  2. "The Marketing Environment", lard bucket, Retrieved 17/11/2021. Edited.
  3. "The Impact Of Micro and Macro Environment Factors on Marketing", oxford college of marketing, Retrieved 17/11/2021. Edited.
  4. Maximilian Claessens (26/2/2015), "THE MACRO ENVIRONMENT – SIX FORCES IN THE ENVIRONMENT OF A BUSINESS", marketing insider, Retrieved 17/11/2021.