كيفية تسويق منتج غذائي جديد

تعد الصناعات الغذائيّة إحدى أهم الصناعات حول العالم، فلا يمكن تخيل دولة دون وجود قوى مساهمة في صناعة الأغذيّة الخاصة بها؛ وذلك بسبب الحاجة المستمرّة والدائمة لهذا النوع من المنتجات من قِبل الأفراد، كما وتشكل عمليات استيراد وتصدير هذه المنتجات مصدرًا جيّدًا للأرباح بما يعرف بالتجارة الدوليّة، إلا أنَّ المشاريع الغذائيّة عادةً ما تكون محفوفةً بالمخاطر، وذلك لصعوبة تحقيق رضا العملاء وخصوصًا في ما يتعلّق بحاسة التذوق لديهم والتي يمكن أن تختلف من شخص إلى آخر، الأمر الذي يعني اختلاف الأذواق وضرورة البحث عن أساليب للحفاظ على الاتزان المطلوب بين تلبية الرغبات وتقديم المنتجات ذات الجودة الجيّدة، وسيتطرق هذا المقال إلى توضيح طريقة تسويق المنتجات الغذائيّة للأفراد وعرضها في الأسواق.

كيفية تسويق منتج غذائي جديد

يعد التسويق للمنتجات الغذائيّة أمرًا صعبًا نوعًا ما مقارنةً بالسلع والخدمات الأخرى، ويُعزى ذلك إلى اختلاف الأذواق وما يفضّله كل شخص مقارنةً بالآخر، لكن في نفس الوقت يمكن اعتبار هذا النوع من الصناعات مغريًا جدًا للأشخاص الذين يحبون الطعام والتذوّق وابتكار العديد من الأصناف المميّزة وذات الطابع المختلف، ويمكن اعتبار تسويق هذه المنتجات أمرًا قد يشكّل تحدٍ في سبيل الوصول إلى نقطة لا يتخلّف عندها العديد من الأشخاص في وصفها، وتهتم المؤسسات في تسويق هذه المنتجات باتّباع مجموعة من النصائح والخطوات المهمّة اللازمة للنجاح، ويمكن ذكر أبرزها من خلال ما يأتي:^[١][٢][٣]

أولًا: البحث وفهم السوق

تسعى المؤسسات التي تريد تحقيق الأرباح إلى فهم البيئة المحيطة بها قبل اتخاذ القرار بالقيام بأنشطتها، والهدف من هذا البحث هو محاولة تغطية الفجوة بين رغبات العملاء والمنتجات الموجودة في السوق، ومحاولة جعل المنتجات الغذائيّة أقل سعرًا ومفيدةً في نفس الوقت للتأكد من نَيل رضا العملاء بتقديم المضمون الصحيح في تركيب المنتج أو السلعة، بالإضافة إلى فهم الجهة التي ستقوم بعرض المنتجات التي تقدمها المؤسسة وفهم خطط المنافسين واستراتيجيّاتهم.

ثانيًا: خلق الوعي لدى العملاء المستهدفين

يجب أن تبدأ مؤسسات صناعة المنتجات الغذائيّة بخلق الوعي لدى العملاء والفئات المستهدفة بالعلامة التجاريّة الخاصة بهم وما يقدمونه من سلع وخدمات، فبدون القيام بذلك لن يستطيع العملاء تحديد وجهتم أو اعتبار هذه المؤسسة من ضمن الخيارات التي سيقررون تقييمها لاتخاذ قرار الشراء، ويتم ذلك من خلال تزويدهم بالملاحظات بشكلٍ مباشر عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعيّ والإنترنت، أو حتى عبر الوسائل التقليديّة للتسويق كالتلفاز والقنوات الإذاعيّة.

ثالثًا: التأثير على رغبات العملاء

يمكن للمؤسسات المقدّمة للمنتجات الغذائيّة التأثير على رغبات الأفراد من خلال تقديم نكهات غريبة وجديدة، بالإضافة إلى السماح لهم بأخذ العيّنات المجانيّة لتجربة هذه الأصناف، الأمر الذي قد يخلق دافعًا لديهم لأجل معرفة المزيد حول المنتج المقدم، وعادةً ما تقوم بعض الجهات بالتعامل مع الأنشطة الخضراء لجذب انتباه العملاء المهتمين بالبيئة والحفاظ عليها، أو إنتاج السلع التي تتكون من منتجات عضويّة، الأمر الذي يؤثر أيضًا في الصورة العامة للشركة في السوق والتوجهات الجيّدة التي تسعى إليها.

رابعًا: تلبية معايير الصحة والسلامة الغذائيّة

تفرض الحكومات أو هيئات الرقابة عددًا من الشروط والقيود التي تحتّم على مقدمي السلع الغذائيّة الالتزام بها لضمان صحة وسلامة المستهلك الأخير وتحقيق العدالة التجاريّة التي تعود بالمنفعة على المستهلك والمُنتج في ذات الوقت، بالإضافة إلى وجود العديد من هيئات التصديق والتنظيم لهذه السلع التي تراقب هذا الجانب، ومن الجوانب الأخرى التي تفرض لأجلها هذه القوانين القدرة على الحفاظ على المستوى الجيّد من قبول العملاء لما يقدم في الدولة من سلع غذائيّة بشكلٍ عام.

خامسًا: تغليف المنتجات بطرق جذّابة

تلجأ بعض المؤسسات إلى التركيز على الصورة الخارجيّة للمنتجات، والتي تعتبرها إحدى النقاط الجذّابة للعملاء بشكل أوليّ؛ حيث إنَّ أول ما يراه المستهلك هو الغلاف الخارجيّ للسلع الغذائيّة مما يترك انطباعًا من شأنه التأثير على قرار الشراء، هذا وتقوم بعض الجهات باستيراد أعداد كبيرة من المنتجات والاتفاق مع مؤسسات أخرى بهدف تغيير الغلاف الخارجيّ لجذب الانتباه وإعطاء القيمة المناسبة للمنتج.

سادسًا: التسعير المناسب للمنتجات

يعد السعر أحد أهم العوامل المؤثرة في قرار الشراء لبعض المستهلكين، وينظر بعضهم إلى القيمة التي يحصلون عليها من هذا المنتج مقارنةً بما قاموا بدفعه مقابل ذلك، وتتم علمية التسعير اعتمادًا على مقارنة التكاليف والمصاريف التي تدفعها المؤسسات لإنتاج هذه المنتجات وحساب صافي الربح الممكن الحصول عليه نتيجة فرض سعر معين.

سابعًا: وضع الملصقات الغذائيّة على غلاف المنتج

يهتم العديد من الأفراد بالملصقات الغذائيّة الموجودة على السطح الخارجيّ للغلاف، بحيث يتم عرض تفصيل المنتج والمكونات الأساسيّة التي يحتويها، كتحديد حجم حصص السعرات الحراريّة وما يمكن أن يتسبب ببعض أنواع الحساسيّة التي من المهم أن يعلم بها المستهلك لتجنب تعرّضه إلى أيّ أمراض أو أعراض صحيّة من شأنها التأثير على الصورة العامّة للمنتج في السوق.

ثامنًا: العثور على قنوات التوزيع المناسبة

تعد قنوات التوزيع أحد العوامل الأساسيّة التي تساعد على نجاح تسويق المنتجات، وذلك يعتمد على رغبة المؤسسات بطرق عرض منتجاتها، فبعض المؤسسات تهتم فقط بالتعامل مع تجّار الجملة والأخرى تهتم بعرض المنتجات مع الموزعين المعروفين والمسيطرين على نسب كبيرة من الأسواق، وحاليًا ومع تطوّر التكنولوجيا أصبحت الأنظار تتجه إلى التسويق عبر الإنترنت والمنصات الإلكترونيّة لكونها أكثر سهولة وأسرع في إيصال المعلومات.

تاسعًا: الحصول على حصص سوقيّة أكبر

يجب على المؤسسات السعي إلى جذب المزيد من العملاء بشكل مستمرّ؛ الأمر الذي سيساهم في جعلها قادرةً على حفظ أنشطتها وديمومة عملها مقارنةً مع الجهات التنافسيّة الأخرى التي تشكّل تهديدًا على مبيعات وأرباح بعضها البعض، فمثًلا يمكن للمؤسسات المهتمة بالمنتجات الغذائيّة المصنعة من الفول السودانيّ التواصل مع المؤسسات التي تقدم الحلويات لعقد اتّفاق مشترك من شأنه رفع قيمة المؤسستين في آنٍ معًا.

عاشرًا: المشاركة في المعارض التجاريّة

تبرز المؤسات علاماتها التجاريّة من خلال المشاركة بالأحداث أو المعارض التجاريّة الكبيرة التي من شأنها لفت انتباه العديد من الجهات وتحفيزهم على التعامل معها بكونها نشطة اجتماعيًا وتمتلك القدرة اللازمة للمساهمة في مثل هذه الأمور.

الحادي عشر: التركيز على الأهداف طويلة الأمد

تقوم المؤسسات الراغبة بالنجاح بوضع استراتيجيّات طويلة الأمد تحدد سياق الأحداث واتجاه الأنشطة التي ستقوم بها خلال الفترات القادمة، مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانيّة التأثر بالعوامل الخارجيّة المتغيرة والتي تلعب دورًا مهمًّا في التأثير على عمليات المؤسسات والشركات المنتجة.