لماذا نحتاج نظم المعلومات التسويقية؟

شهد العالم تطوّرات عديدة في مختلف المجالات، الأمر الذي جعل الحاجة إلى مواكبة هذه التطورات أمرًا ضروريًا من شأنه أن يتحكم باستمراريّة الأعمال وقدرتها على الاتساع والنمو والتقدم، ويشمل ذلك كافّة الأنشطة التي تمارسها المؤسسات أو الشركات بشكلٍ عام، ويتضمن ذلك بطبيعة الحال المهام والأنشطة التي يقوم بها قسم التسويق، باعتباره جزءًا أساسيًا ورئيسًا في مسيرة نجاح المشاريع والأعمال، ولذلك فقد تمَّ ابتكار نظم خاصة تسمى نظم المعلومات التسويقيّة والتي وجدت لتسهيل تأدية وظائف قسم التسويق والمهام الموكلة إليه، بالإضافة إلى التأكد من المخرجات والنتائج النهائيّة، ومن خلال هذا المقال سنوضح أسباب الحاجة لوجود مثل هذا النوع من نظم المعلومات.

لماذا نحتاج نظم المعلومات التسويقية؟

تعد نظم المعلومات التسويقيّة وسيلةً لجمع البيانات المرتبطة بعملية التسويق وتحليلها وعرضها بأسلوب منتظم يساعد في عملية اتخاذ القرارات التسويقيّة بناءً على مرجعية موثوقة يمكن ضمان نتائجها، وقد يجهل البعض ضرورة اللجوء إلى استخدام هذا النوع من نظم المعلومات، فقد لا تعترف جميع المؤسسات بأهميّة التعامل مع هذا النوع من الأنظمة، وعليه ومن خلال ما يأتي سنوضح أسباب الحاجة إلى استخدام نظم المعلومات التسويقيّة:^[١][٢][٣]

المساعدة في تحديد اتّجاهات التسويق

تساعد نظم المعلومات التسويقيّة المدراء على تحديد اتّجاهات التسويق والسوق عامًة، وذلك من حيث الأسعار، المنتجات التي يحتاجها الأفراد، جمع المعلومات الضروريّة عن العملاء المحتملين، التصميم والتعبئة وكافّة الجوانب الأخرى المهمة في دورة حياة المنتجات وعمليات التسويق والبيع، والذي بدوره يدفع المرء إلى اتخاذ القرارات الصحيحة المرتبطة بأنشطة التسويق استجابةً للاتجاهات المتغيرة في البيئة المحيطة بالمؤسسة.

العمل على إغلاق فجوة المعلومات

أدى اتساع السوق الجغرافيّ وأعداد الناس والسكان حول العالم إلى وجود نقص كبير في المعلومات والبيانات المرتبطة بهم والتي من شأنها قد ساهمت في تحديد العملاء المستهدفين وتسهيل الوصول إليهم، وتحتاج العديد من المؤسسات إلى نظم المعلومات التسويقيّة لغايات جمع معلومات أكثر مما يساهم زيادة فرصة نجاح الأعمال نتيجةً لاتخاذ القرارات التسويقيّة الصائبة بناءً على حجم المعلومات الجيّد الذي يمكن جمعه من خلالها.

المساهمة في توقع احتياج وطلب المستهلك

يستند حجم الإنتاج والتوزيع في السوق إلى معايير كبيرة لا يمكن من خلالها مراقبة سلوك المستهلك وتتبع رغباته بشكلٍ دقيق؛ وعلى العكس من ذلك فإنَّ أعمالهم تعتمد على مبدأ التخمين والحدس وهما أمران لا يصّحان في عالم الأعمال، لكن تظهر الحاجة هنا لنظم المعلومات التسويقيّة في سبيل معرفة احتياج العملاء والمستهلكين ومتابعة تغيّرات أذواقهم وآرائهم في المنتجات، بالإضافة إلى الحصول على التغذية الراجعة حول رضاهم عن الخدمات التي يحصلون عليها.

امتلاك القدرة على تحديد الفرص التجارية المتاحة

تساهم نظم المعلومات التسويقيّة في تحديد الفرص المتاحة داخل السوق والتي لم يتم استغلالها بالشكل الصحيح ومن الجهة المناسبة، وذلك من خلال توفير الكم والنوع الذي تتطلبه الأعمال في سبيل معرفة الفرص أو التهديدات والوقت الملائم لتجنب بعض الحوادث والسير في طريق الوصول إلى أمور أخرى يتوقع نجاحها.

خلق الذكاء التسويقي اللازم للابتكار

تتطلب بيئة العمل امتلاك ميزة تنافسيّة من شأنها إعطاء أصحاب الأعمال الفرصة للنمو والتقدم، وذلك ما تقدمه نظم المعلومات التسويقيّة لمدراء هذه الأعمال، فمن خلالها ستمتلك الشركات والمؤسسات الرؤية الواضحة المتعلقة باحتياجات العملاء وطبيعة سير الأمور لدى المنافسين وخطوط الإنتاج الأخرى، لذلك فإنَّه من الضروريّ وجود هذه الأنظمة لاتخاذ القرارات ووضع الاستراتيجيّات والخطط المبنية على وعي كامل بالنتائج التي من المفترض وقوعها.

مراقبة التغيرات في البيئة الاقتصادية والتكنولوجية

تحتاج كافة الأعمال إلى متابعة التغيّرات الاقتصاديّة والتأكد من أنَّ المؤشرات موجودة في صف الشركة وليس ضدها، الأمر الذي من الممكن أن ينعكس سلبًا على أدائها، وهنا تكمن أهمية استخدام نظم المعلومات التسويقيّة ودورها في تحديد المخاطر قبل وقوعها بناءً على قراءة البيانات والتنبؤات المرتبطة في بيئة سوق العمل والأداء العام لاقتصاد الدولة، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ التغيرات في الجانب التكنولوجيّ من شأنها أن تؤدي إلى إنهاء الشركات في حال عدم مجاراتها للتطوّر ومواكبة ذلك من خلال العمل على تحسين الأداء والتكيّف مع ما هو جديد.

الحصول على معلومات متكاملة

تكمن أهمية نظم المعلومات التسويقيّة في دورها في جمع المعلومات بصورة تكميليّة، مما يعني عدم ترك مساحة فارغة تشكل عائقًا أمام الموظفين، بل جمعها بصورة تدمج كافّة المعلومات للوصول إلى النتائج المرضية من ذلك.

العمل على تقييم الأداء

إنَّ أحد أهم أسباب استحداث نظم المعلومات التسويقية هو الحصول على رد فعل مناسب كنظرة عامة على الأداء من قِبَل العملاء، ويكمن الهدف في ذلك إلى تطوير وتحسين آليات العمل في ما يصب في مصلحة المؤسسات والعملاء في آنٍ معًا.