تلجأ بعض المؤسسات إلى الانفتاح على التجارة الدوليّة والمشاركة فيها في محاولةٍ لزيادة الأرباح المحققة، ممّا يعني تطوير خطط واستراتيجيّات العمل الخاصّة بها والذي سيساهم في توسعة نطاق تسويق الخدمات والسلع التي تقدمّها للأفراد بسبب خدمتها لأعداد أكبر حول العالم، وعليه فإنَّ البيئة التي تحتوي التسويق الدولي قد تختلف عن البيئة التسويقيّة الخاصة بالتجارة المحليّة والتي ترتكز على خدمة المجتمع المحليّ فقط، ممّا يشير إلى وجود عوامل أخرى ذات نطاق أوسع تلعب دورًا مهمًا في التأثير على البيئة التسويقيّة الخاصة بالمفهوم الدوليّ للتسويق المتعارف عليه لدى المؤسسات، وجاء هذا المقال ليوضّح أبرز عوامل بيئة التسويق الدولي.


عوامل بيئة التسويق الدولي الداخلية

الأنشطة الداخلية للمؤسسات

تشمل عوامل البيئة الداخليّة كل ما يتعلّق بالشركة أو المؤسسة ذاتها التي تسعى إلى التسويق الدوليّ والتجارة الدوليّة، وتتمثل بالإدارات الآتية: التمويل، عمليات البحث والتطوير، المشتريات، العمليات الداخليّة وتنفيذ الأنشطة، وغيرها العديد من العوامل التي تؤثر على جودة التسويق وتؤثر في قدرة المؤسسات على الانفتاح والمشاركة في التسويق الدوليّ.[١]


أهداف المؤسسات وتركيبتها الداخلية

يتأثر التسويق الدوليّ بأهداف المؤسسة العامّة، بالإضافة إلى الهيكل التنطيميّ والإداريّ داخل المؤسسات، والعلاقات الداخليّة التي تربط بين المساهمين والموظفين ومجلس الإدارة وما إلى ذلك، والتي تؤثر على القرارات الأساسيّة التسويقيّة والإداريّة، الأمر الذي يؤثّر أيضًا على تحفيز الموظفين، ورفع معنوياتهم مما ينعكس على جودة العمل الذي يقدّمه الأفراد في نهاية الأمر.[١]


أمن العملاء

يمكن اعتبار العملاء وسلامة معلوماتهم وبياناتهم جزءًا من العوامل التي تؤثر وتشكل بيئة التسويق الدوليّ، حيث أصبح العملاء قلقين في ما يتعلّق بسلامة وأمن بياناتهم في حال مشاركتها وذلك في ظلّ التطوّر والتقدّم التكنولوجيّ الهائل الذي يشهده العالم، فقد تلجأ بعض الدول إلى إجراء التحقيقات اللازمة مع الجهات التي من الممكن أن تنتهك خصوصيّة العملاء.[٢]


عوامل بيئة التسويق الدولي الخارجية

العوامل المحليّة

تتمثل العوامل المحلّية في الجوانب الاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة التي تكوّن البيئة المحيطة بالمؤسسة داخل حدود الدولة الموجودة بها بالإضافة إلى القوانين والسياسات الداخليّة لتلك الدولة، والتي تؤثر بدورها على المزيج العام لبيئة التسويق الدوليّ التي ترتبط بالتعامل مع العديد من الدول والعديد من الثقافات المختلفة عن الدولة الأم، فإن كان الأساس ضعيفًا فلن تستطيع المؤسسة الاستمرار في العمل ضمن البيئة الأوسع.[٣]


العوامل الاجتماعية والثقافية

تؤدي الاختلافات الثقافيّة بين الدول إلى حدوث سوء تفاهم كبير في حال الدخول إلى مجال التسويق الدوليّ، فبعض المجتمعات والثقافات لا تتقبل كل أنواع التغيير والتطوّر، الأمر الذي يعمل على انعدام ثقة العملاء الخاصة بهذا المجتمع في ما تقدّمه الشركة أو المؤسسة من خدمات، وتعد اللغة أحد أبرز الاختلافات الثقافيّة بين الدول لذلك تسعى المؤسسات التي تهدف إلى التوسّع في بيئة التسويق الدوليّ إلى مراعاة اختلاف اللغة مع الجمهور المستهدف.[٣]


العوامل القانونيّة

يؤثر الجانب القانونيّ على التجارة وقد تتغيّر وتختلف القوانين من دولة إلى أخرى، ويعد أيّ عمل مخالف للقوانين المتعارف عليها في الدولة أمرًا سيئًا سيجعل المؤسسة أو الشركة مذنبةً ومنتهكةً للقوانين السائدة، فمثلًا تعد الرشوة في العديد من الدول مخالفةً للقانون ويعاقب مقدّمها ومتلقيها، في حين أنَّها قد تعد جزءًا من الأعمال ويمكن تبادلها في دول أخرى، الأمر الذي يجب أن ينعكس على تكيّف العلامات التجاريّة مع القوانين والقواعد المفروضة في الدولة المستهدفة.[٣][٢]


العوامل الاقتصاديّة

تؤثر العوامل الاقتصاديّة على حجم نمو اقتصاد الدولة وعلى الاستثمار فيها أيضًا، ومن هذه المؤثرات التي تلعب دورًا في ذلك؛ سعر صرف العملات، وأسعار الفائدة وما إلى ذلك؛ فلن يقوم المستثمرون بصرف أموالهم في دول يظهر للجميع أنَّ اقتصادها ضعيف، في حين أنّ هناك.[٣]


العوامل السياسية

تكمن العوامل الساسية في ما تقرّه حكومات الدول بخصوص التجارة وأنشطتها كقوانين الاستيراد والتصدير وما إلى ذلك، فمن الممكن أن تؤثر الضرائب ورسوم الجمارك الي تفرضها دولة على حجم التسويق والإنتاج في مثل هذه الدول.[٣]


العوامل التكنولوجية

تؤثر التطوّرات التكنولوجيّة في بيئة التسويق الدوليّ بشكل كبير، فالتكنولوجيا تعد مهمةً في عملية التسويق وخاصة التسويق الدوليَّ وتتصف بأنَّها متغيّرة ومتبدلّة؛ لذلك يجب البقاء على اطّلاع مستمرّ بأحدث التغيّرات التي تحدث في هذا المجال، ممّا سينعكس على صورة العلامة التجاريّة بشكلٍ عام.[٢]


المنافسون

يؤثّر المنافسون على مجرى سير الأمور، ففي حال عدم امتلاك الشركة حصةً سوقيّةً مناسبةً سيكون من الصعب عليها التطلّع نحو التسويق الدوليّ، فبعض المنافسون يمتلكون ثقةً وولاءً وشعبيّةً كبيرةً تؤثّر على عملية دخول المؤسسات الأخرى لبيئة التسويق الدوليّ، ومثالٌ على ذلك وجود شركة Pepsi وشركة Coca cola في قطاع إنتاج المشروبات الغازيّة والذي يجعل من الصعب دخول منافس جديد لهما على نفس السوق وبنفس الكفاءة والسمعة.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت kashika V, "International Marketing Environment", business management ideas, Retrieved 13/11/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت Richard Daniels (19/11/2016), "Major Factors Affecting International Environment", business study notes, Retrieved 13/11/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج RIQUE AND SUMEET (9/2/2019), "International Marketing Environment", global marketing professor, Retrieved 13/11/2021. Edited.