تطوّرت الأعمال الإنتاجيّة والاستثماريّة في غالب الدول خلال الـ 200 سنة الماضية، بحيث ظهرت عدّة مراحل مختلفة للتطور الإنتاجيّ الذي يشير إلى التقدم في مجالات الحياة المختلفة، ويصاحب هذا التطور تطور في تسويق المنتجات والخدمات المتعلّقة بالأعمال الإنتاجيّة المختلفة،[١] في هذا المقال سنتناول الحديث عن مراحل تطور التسويق.


المرحلة الأولى: الاهتمام بالإنتاج

يرتبط الإنتاج بالتسويق باعتباره المرحلة الأولى التي نشأت بين الناس في الماضي، حيث غلب الاهتمام في عمليات الإنتاج المختلفة، بالإضافة إلى الاهتمام بجودة المنتجات، دون الاهتمام بجهود التسويق أو عمليات الترويج المتعلّقة بعمليات الإنتاج، حيث أنّ المفهوم السائد في ذلك الوقت هو أنّ أفراد المجتمع سيشترون هذه المنتجات على كل الأحوال، وخاصّة أنّ عمليات الإنتاج لم تكون واسعة ومتنوعة كما هي اليوم.[٢]


كما تجدر الإشارة إلى أنّ المنتجات كانت تصنّع بشكل يدويّ، وهذا أدى إلى ارتفاع تكلفة إنتاج المنتجات، وبالتالي لم يكن لدى أصحاب الأعمال سوى البيع بأسعار مرتفعة، وشيئاً فشيئاً تمّ إدخال الآلآت على عمليات الإنتاج المختلفة التي ساهمت في خفض التكاليف الإنتاجيّة، وبيع المنتجات بأسعار معقولة وفارقة عن أسعار التكلفة، ممّا أدى ذلك إلى تحقيق الأرباح الماليّة الكبيرة.[٢]


المرحلة الثانية: الاهتمام بالمبيعات

منذ بداية الثلاثينيات أصبحت غالب الشركات تتمتع بوجود منافسين لها في مختلف المجالات، فمع مرور الوقت باتت شركات الإنتاج تتوسع، وعمليات الإنتاج تزداد بحيث أصبح لدى أفراد المجتمعات، العديد من الأصناف للمنتج الواحد، وهذا يعني أنّ الشركات باتت تتعرّض لضغوطات المنافسين، والتفكير في وسائل التغلب عليهم، ومن هنا ظهر الإهتمام بالعلامات التجاريّة، والتركيز على اتجاه البيع، ومعدلات تحقيق المبيعات من المنتجات والخدمات التي تقدّمها الشركات.[٣]


المرحلة الثالثة: الاهتمام بالتوجه التسويقيّ

بدأ هذا العصر في فترة الأربعينيات والسبعينيات من القرن الماضي، حيث أدركت غالب الشركات الصناعيّة والإنتاجيّة ضرورة احتياجها لتسويق منتجاتها وخدماتها، وبالتالي الوصول إلى أكبر عدد ممكن من العملاء، بحيث يُمكن تخصيص أنشطة معينة تعمل على تلبية احتياجات العملاء بشكلٍ فعّال، كما تُعرف هذه المرحلة من مراحل تطوّر التسويق بمرحلة التوجه للعملاء، حيث باتت غالب الشركات تركّز على احتياجات العملاء المستهدفين، والتفكير بطرق تلبيتها على وجه فعّال، ممّا يؤدي في النهاية إلى حصول الشركة على أعلى نسبة من ولاء العملاء ورضاهم تُجاه المنتجات والخدمات المقدّمة لهم.[٤]


المرحلة الرابعة: الاهتمام بالتوجه الاجتماعيّ

ظهرت في السبيعنيات وصولاً للوقت الحاضر نظريات تسويقيّة تهتم بالتسويق الاجتماعيّ، بحيث يمكن التأكيد على مسؤولية الشركات والمؤسسات في تطوير استراتيجيات التسويق بحيث تؤثر بشكل إيجابيّ على رفاهية العملاء وأفراد المجتمع، وليس فقط الترويج والتسويق للمنتجات والخدمات، وضمان وصولها للعملاء، وبالتالي باتت الشركات تضع في خططها التسويقيّة أهدافاً مختلفة تعمل على توفير أسلوب حياة للأفراد مع جودة ممتازة للمنتجات، دون الإضرار بالبيئة، بحيث لا تصنع الشركات منتجات عالية الجودة فحسب، بل يجب عليها الاهتمام بالجانب المجتمعيّ عند تسويقها للمنتجات والخدمات التي تقدّمها.[٤]


لذا ظهرت في الآونة الأخيرة حملات تسويقيّة موجّهة للإهتمام بالبيئة، والحد من الأنشطة الإنتاجيّة التي تضر بها، بالإضافة إلى استخدام الشركات مصطلحات جديدة مثل؛ أنّ منتجاتها صديقة للبيئة، وهذا الأمر ساهم في الترويج للمنتجات بشكلٍ جيّد.[٢]

المراجع

  1. "Stages of Marketing Evolution", chron, 23/9/2020, Retrieved 6/6/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت Garima Kakkar, "Evolution of Marketing – Everything you need to know", digitalvidya, Retrieved 6/6/2023. Edited.
  3. "The Evolution of Marketing (Infographic)", brafton, 4/10/2021, Retrieved 6/6/2023. Edited.
  4. ^ أ ب "The Evolution of Marketing", fullscale, 22/3/2021, Retrieved 6/6/2023. Edited.